A Galaxy of Sea Stars... قصة مستوحاة من حكايات لاجئات مسلمات!

10 : 28

جان زوليك فيريولو روائية تقيم في "إلينغتون" وتستهدف القرّاء الصغار بين عمر الثامنة والثانية عشرة. لكنها أرادت هذه المرة أن تكتب قصة بطلتها لاجئة أفغانية عمرها 11 سنة وتعيش في منطقة "نيو إنغلاند" الأميركية. لتسهيل مسار أبحاثها، اتجهت فيريولو إلى المصدر مباشرةً، فقابلت عدداً من الفتيات والشابات الوافدات من أفغانستان والعراق وسوريا، أو بنات لاجئين من تلك البلدان، في "نيو هيفن".

يُباع كتابها A Galaxy of Sea Stars (مجرة نجوم البحر) الصادر عن دار نشر "فارار ستراوس جيروكس" في المكتبات اليوم. يروي الكتاب قصة الفتاة "إيزي مانسيني" (11 عاماً) التي تشعر باليأس بسبب انفصال والدَيها وانتقالها من منزل طفولتها. ثم تنتقل عائلة من اللاجئين الأفغان للإقامة في الطابق العلوي. فتنشأ صداقة بين "إيزي" و"سيتارا حيدري" وتتعلم الفتاتان من هذه التجربة دروساً قيّمة حول طريقة التكيّف مع مآسي الحياة غير المتوقعة.

لإعطاء طابع واقعي إلى شخصية "سيتارا"، قصدت فيريولو مقر "خدمات اللاجئين والمهاجرين المتكاملة" في "نيو هيفن" حيث نظّمت وِرَش كتابة. قامت المسؤولتان آن أوبراين وآشلي ماكار هناك بتعريف فيريولو على أشخاص سرعان ما أصبحوا "قرّاءً مرجعيين": هيلا نصر الدين، ماريا ستانيكزاي، صفية ستانيكزاي، أسماء رحيميار، ديانا المشهداني، نور الزعابي.

تقول فيريولو: "كانت هيلا الأكثر تميّزاً بالنسبة إليّ لأنها تملك معلومات كثيرة رغم صغر سنّها. أعتبرها مصدر الإلهام لقصتي. لكني أردتُ أن تكون شخصية "سيتارا" خليطاً من أصواتهنّ جميعاً كي أكون منصفة معهنّ. كانت قصصهنّ قوية جداً. كنا نقيم محادثات حيوية عن تجربة المجيء إلى الولايات المتحدة، ويبدو أن بعضهنّ لم يحصل على فرص كثيرة للتكلم عن هذا الموضوع في مكان آمن".

أما نصر الدين (17 عاماً)، فقد وُلدت في أفغانستان وانتقلت إلى "نيو هيفن" مع عائلتها قبل أربع سنوات. حين وصلت إلى هناك، قصدت مدرسة في "نورث هيفن" وكانت ترتدي الحجاب يومياً.

تقول نصر الدين: "كنتُ واحدة من فتيات مسلمات قليلات. قالت لنا إحدى الطالبات: "أنتنّ تُشبِهْنَ بن لادن"! وقال آخر: "بلدكِ يصنّع 90% من الأفيون في العالم. هل زرعتِه يوماً"؟ لكني كنتُ أتعرّض أيضاً للتنمر في أفغانستان أحياناً. لا تقتصر هذه الظاهرة على هذا البلد".

تتعرّض "سيتارا" في الكتاب للتنمر من جانب صبي في المدرسة، فينزع حجابها عن رأسها في الكافيتريا.

وُلِدت رحيميار (20 عاماً) في الولايات المتحدة وهي ابنة لاجئَين أفغانيَّين. هي تعيش الآن في "ترمبل" وتدرس العلوم السياسية والفلسفة في جامعة ولاية جنوب "كونيتيكت". لم تذهب هذه الشابة إلى أفغانستان يوماً، لكنها تحمل معها بطاقة بريدية عليها صورة كابول أينما ذهبت.

تقول رحيميار: "كان يمكن أن يكون هذا المكان وطني. أشعر طوال حياتي بأنني لستُ أميركية بما يكفي ولا أفغانية بما يكفي".

تخسر "سيتارا" في القصة منزلها في أفغانستان وتجد صعوبة في التكيّف مع الحياة في الولايات المتحدة، حيث يعاملها طلاب كثيرون في المدرسة وكأنها غريبة.

حين كانت فيريولو تكتب القصة، أطلعت الفتيات على الحبكة والحوارات للتأكد من واقعيتها: "حين يمدّ والد "إيزي" يده لمساعدة "سيتارا" على النزول من المركب، هل ستوافق"؟ "هل سيستقبلهم الدكتور حيدري ويلقي عليهم "السلام"؟ "هل من الطبيعي أن يتلقى الدكتور حيدري من شقيقه رسالة إلكترونية فيها صور الدمار الذي أحدثته حركة "طالبان" في منزله"؟ هل هذه الكلمات البشتونية مكتوبة بشكلٍ صحيح"؟

تعتبر أسماء نفسها مولعة بالكتب طوال حياتها وقد شاركت بكل سرور في تحديد صفات "سيتارا" لتحويلها إلى شخصية واقعية. تقول أسماء: "أظن أن أصواتنا مختلفة وأنا مسرورة لأن هذا الصوت بات مسموعاً وأصبح جزءاً من الرواية. أن يستعمل هذا الكتاب جزءاً صغيراً مني لاختراع بطلة رواية أدبية يعني لي الكثير. نحن أشخاص مختلفون ولكل منا خصوصيته. لكنّ الروايات تجعل تلك الخصوصيات ملموسة وواضحة". توافقها هيلا الرأي وتضيف: "يشاهد الناس مظاهر الحروب في نشرات الأخبار ولا يعرفون شيئاً عنا. من الإيجابي أن تنشأ شخصيات تشبهنا".

قالت فيريولو إن القصص التي سمعتها ذكّرتها بالحكايات التي كان يرويها لها أجدادها الذين هاجروا من بلدٍ سُمّي في الماضي الإمبراطورية النمساوية المجرية. في الكتاب، كانت شخصية "ستارينكا"، جدّة "إيزي"، مستوحاة من جدّة فيريولو. تروي "ستارينكا" ما فعله المتعصبون المحليون حين أحرقوا مكان تخزين الحليب في مزرعتهم لإخافتهم. هذا ما حصل على أرض الواقع مع جدَّي فيريولو: "أخبرتني جدّتي عن الأحكام المسبقة التي واجهوها، ونحن نشاهد اليوم المعاملة نفسها مع أي مهاجرين جدد. لذا لا مفر من التساؤل إذا كان البلد سيتغير يوماً من هذه الناحية".


MISS 3