جاد حداد

The Asunta Case... القصة الحقيقية وراء جريمة قتل صادمة

15 أيار 2024

02 : 00

يكشف مسلسل التشويق الجديد The Asunta Case (قضية أسونتا) على شبكة «نتفلكس» واحدة من أكثر الجرائم إثارة للصدمة في إسبانيا.

كان ألفونسو باستيرا وروزاريو بورتو زوجَين ثريَين من منطقة «سانتياغو دي كومبوستيلا» في إسبانيا، وقد تبنّيا طفلة اسمها أسونتا فونغ يانغ من الصين في العام 2001. بعد مرور 12 سنة، أبلغ الأبوان الشرطة بأن ابنتهما مفقودة، فاشتبهت السلطات في البداية بأنها مخطوفة. لكن مع تقدّم مسار التحقيق، تعرّض الأبوان للاعتقال بتهمة قتلها، فأثارت هذه القضية ضجة كبيرة في أنحاء البلد. يؤدي تريستان أولوا وكانديلا بينيا دور البطولة في هذه الدراما الآسرة.

يتألف المسلسل من ست حلقات، وهو مستوحى من جريمة قتل حقيقية تعرضت لها أسونتا البالغة من العمر 12 سنة.

أثبتت أسونتا مع مرور الوقت أنها تتمتع بموهبة فكرية لافتة، فهي فوّتت سنة أكاديمية كاملة بحلول مرحلة الدراسة الثانوية. تسجّلت أسونتا أيضاً في حصص لتعلّم اللغات الإنكليزية والفرنسية والصينية، ودرست الألمانية في المدرسة، وكانت تجيد الإسبانية والجاليكية أصلاً. كما أنها أخذت دروساً خاصة في الباليه، والكمان، والبيانو، لكنها كانت تطلب المشاركة في تلك الدروس بنفسها.

في العام 2009، كانت والدتها بورتو تتعامل مع مشاكل نفسية، وقد أمضت ليلتَين في مصحة نفسية خاصة حيث شعرت بالفتور والذنب وراودتها أفكار انتحارية كما تقول. قررت بورتو الخروج من المستشفى بعد يومَين ولم تستشر الطبيب لاحقاً إلا مرة واحدة. بعد مرور سنتين، في أيلول 2013، استأنفت أسونتا دراستها بعد عطلة الصيف التي أمضتها مع مربيتها في بلدتها الأم. بقي والداها في شقتهما المُطلّة على الشاطئ في سانتياغو، وأمضيا أسبوعاً واحداً فقط من أصل ستة أسابيع مع ابنتهما.

في تلك الفترة، كانت بورتو تتعامل مع موت والدَيها اللذين توفيا خلال السنتَين السابقتَين. ثم تطلقت من باستيرا فجأةً في بداية العام 2013. أقامت بورتو علاقة مع رجل أعمال ناجح اسمه مانويل غارسيا. وحين اكتشف باستيرا الحقيقة، انهار زواجهما. في شهر حزيران من تلك السنة، أصيبت بورتو بانهيار عصبي ودخلت المستشفى مجدداً.

سارع باستيرا إلى دعم زوجته السابقة وساعدها للعودة إلى منزلها. ثم تقاسما الطعام في منزله وفكّر باحتمال أن يعيشا معاً مجدداً. في غضون ذلك، تابعت أسونتا دراستها ونشاطاتها الأخرى. وقبل ليلة على موتها، في 21 أيلول 2013، تناولت أسونتا ووالدتها الغداء في شقة والدها، ولعبوا الورق معاً، وشاهدوا حلقة من مسلسل The Simpsons.

تم العثور على جثة أسونتا في 22 أيلول 2013. كانت مستلقية فوق طبقة من إبر الصنوبر وهي ترتدي سروالاً رياضياً رمادياً ملطّخاً بالوحل.

كانت الشرطة تعرف هوية الضحية أصلاً لأن باستيرا وبورتو قصدا مركز الشرطة قبل العثور عليها للإبلاغ عن اختفاء ابنتهما. يذكر سجل الشرطة أن أسونتا بقيت في شقة والدتها لإنهاء فروضها المنزلية حتى الساعة السابعة مساءً، بينما قصدت بورتو منزل العائلة الريفي الذي يقع على بُعد 20 دقيقة من مكان وجود الجثة. وعندما عادت بورتو إلى المنزل في الساعة التاسعة والنصف من تلك الليلة، قالت إن أسونتا اختفت.

أخبر الزوجان الشرطة بأن بورتو استيقظت على صوت أسونتا وهي تصرخ في وقتٍ سابق من الصيف، وادّعت الأم أنها شاهدت رجلاً يرتدي اللون الأسود وهو يضع قفازَين وينحني فوق ابنتها. قالت بورتو إنها استشارت الشرطة حول تلك الحادثة حينها، لكنها قررت ألا تقدّم بلاغاً رسمياً. كان غريباً ألا تُبلِغ أياً من جيرانها عن تلك الحادثة، فزادت شكوك السلطات بحقيقة ما حصل.

في النهاية، اعتُقِلت بورتو خلال جنازة أسونتا. لم تربط أي أدلة ملموسة بين بورتو والجريمة، لكن عثرت الشرطة على فيديو صوّرته كاميرات المراقبة وتظهر فيه بورتو وهي تقود سيارة العائلة على طريق يقود إلى منزل الريف ومعها «فتاة شعرها طويل» إلى جانبها. أشار وقت التقاط الفيديو إلى الفترة التي زعمت فيها بورتو أن ابنتها كانت في المنزل.

أخيراً، فحص خبراء الطب الشرعي عينات دم وبول من أسونتا ووجدوا فيها مستويات سامة من عنصر اللورازيبام الناشط في دواء الأورفيدال الذي كانت بورتو تأخذه لمعالجة نوبات قلقها. وبما أن المحققين افترضوا أن بورتو لن تنفذ الجريمة وحدها، أَمَر القاضي باعتقال باستيرا بعد يومٍ على احتجاز زوجته السابقة.

MISS 3